عُقد اجتماع افتراضي في 16-21 يوليو 2020 للجنة التحكيم الدولية المعنية بتسليم جائزة اليونيسكو الدولية لمحو الأمية وذلك لمراجعة 66 طلب قٌدم إلى اليونيسكو من جميع أنحاء العالم من خلال دعوة لتقديم الطلبات انتهت يوم الأحد بتاريخ 12 يوليو.
وقد كانت جائزة هذا العام تحت شعار “التعليم والتعلم لمحو الأمية خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها” لتركز بشكل رئيسي على المعلمين وتغير الأساليب التربوية، وقد كُلفت لجنة التحكيم الدولية التي تتكون من خمس خبراء بارزين لاختيار خمس برامج مبتكرة لمحو الأمية لتثبت كفاءتها في التعليم والتعلم بمرونة خلال الأزمات الحالية.
أكد أعضاء لجنة التحكيم أثناء الجلسة الافتتاحية على ضرورة الاهتمام بالتعليم والتعلم ودور المعلمين في هذه الأزمة، وقبل بدء تقييم البرامج قامت السيدة دونغ الزميلة في معهد جامعة تشجيانغ بالصين بتوضيح أهمية التركيز على أكثر الفئات تضررًا خلال هذه الجائحة، كما بيّنت السيدة تشانغ المديرة التنفيذية لمعهد تعليم اللغات في الجمهورية الكورية أن الفئات المستضعفة يجب أن تكون المستفيد الأول من البرامج الاجتماعية والثقافية المختارة، وعلق السيد نجاكا كبير المحاضرين في كلية التربية والدراسات الخارجية في جامعة ماكريري بأوغندا قائلًا “يجب أن نركز أثناء تقييم البرامج على أهمية استخدام التكنولوجيا في التعليم والتعلم وتأثيرها المستمر على المتعلمين والمجتمعات الأخرى”، وكان السيد بينسيمان أحد أعضاء لجنة التحكيم أيضًا وهو خبير بتعليم البالغين القراءة والكتابة في نيوزيلاندا مع خبرة أكثر من 40 عامًا في هذا المجال، بالإضافة إلى حضور السيدة الدجاني وهي أستاذة في الجامعة الهاشمية في الأردن وأستاذة زائرة في جامعة ريتشموند ورئيسة اللجنة لهذا العام، وقد شددت على أهمية الابتكار قائلة: “الوضع الحالي يبين مدى الحاجة إلى تجديد أنظمة التعليم في مجتمعاتنا”.
في المرحلة الأولى من جائحة كورونا أُغلقت المدارس مما أدى إلى عرقلة تعليم اثنين من أصل ثلاثة طلاب حول العالم أي من يعادل 1.5 مليون طالب (91% من الطلاب) في 194 دولة، كما تأثر حوالي 63 مليون معلم ومعلمة في 165 دولة، بالإضافة إلى تعليق عدد من البرامج المعنية لتعليم القراءة والكتابة للشباب والبالغين في مختلف دول العالم.
وللتغلب على تأثير أزمة كوفيد-19 على التعليم والتعلم لجأت بعض الجهات التعليمة إلى حلول بديلة كالتعليم عن بعد أو في مكان مفتوح، وعلى الرغم من ذلك فقد واجه المتعلمون الأميون الذين كانوا بحاجة إلى تعلم القراءة والكتابة أكثر من غيرهم الكثير من التحديات والصعوبات بسبب إغلاق المراكز التعليمية، ولمضاعفة الجهود في تعزيز فعالية التعليم والتعلم ودعم المتعلمين خلال هذه الجائحة اختارت اليونيسكو الشعار المذكور أعلاه لكل من اليوم العالمي وجائزة اليونيسكو العالمية لمحو الأمية لهذا العام.
فمنذ عام 1967 كافأت هذه الجائزة كل المبادرات المبتكرة التي تدعم الممارسات الفعالة لهدف محو الأمية وتعزيز المجتمعات المتعلمة للتغلب على التحديات التي يواجهها الأطفال، بالإضافة إلى تعليم 773 مليون شخص من الشباب والبالغين الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
تتضمن الجوائز العالمية لمحو الأمية جائزتين: الأولى هي جائزة الملك سيجونغ التابعة لليونيسكو، وقد أُسست عام 1989 بدعم من حكومة الجمهورية الكورية والتي تولي اهتمامًا كبيرًا لتنمية اللغة الأم واستعمالها في التعليم والتدريب، وتم تجديد هذه الجائزة لدورة أخرى مدتها 6 سنوات بقرار اتخذه المجلس التنفيذي لليونيسكو في جلسته 209، أما الجائزة الثانية فهي جائزة كونفوشيوس لمحو الأمية التابعة أيضًا لليونيسكو، بدأت عام 2005 بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية وتهتم بتعليم الأميين البالغين في المناطق الريفية و الشباب الذين لم يستطيعوا دخول المدارس وخاصة النساء والفتيات.