ناتاليا من أمريكا الجنوبية – بوليفيا ، متطوعة الترجمة لبرنامج نحب نحب القراءة والتي ساهمت تحديداً في ترجمة تدريبنا عبر الإنترنت إلى اللغة الإسبانية، تسرد لل د. رنا الدجاني في رسالتها هذه كيف كانت تجربة التطوع مع برنامج نحن نحب القراءة بمثابة ضوء لتحقيق أحلامها والالتزام بها إلى جانب استخدام قدراتها لتقديم المساعدة للمجتمع ..
“اسمي ناتاليا غوميز ، ولدت في الولايات المتحدة ولكني أعيش حاليًا في بوليفيا. أبلغ من العمر سبعة عشر عامًا والشيء الذي أحب فعله حقًا هو تعلم لغات جديدة دائماً. أشعر أن هذه هي طريقتي للوصول والتعرف على البلدان المختلفة حول العالم دون الحاجة بالضرورة إلى التواجد هناك جسديًا. أتحدث حاليًا اللغات؛ الإسبانية والإنجليزية والفرنسية ، وأدرس الألمانية والروسية وأحد أهدافي هي أن أتحدث يومًا ما باللغة العربية والصينية ولغة الإشارة و لغة برايل أيضًا. أنا أيضًا جيدة جدًا في الكيمياء والرياضيات ، مما يجعلني سعيدةً حقًا لأن جدتي التي لم أتعرف عليها مطلقًا والتي توفيت بسبب السرطان قبل ولادتي، كانت كيميائية أيضاً. وفي الحقيقة هذا هو مصدر شعوري بالسعادة عندما أدرس الكيمياء كتخصص أكاديمي في الكلية، وأحس بأنها ستكون فخورة جدًا بي وهذا ما يجعلني أستمر في ذلك على الرغم من أن الكيمياء وبكل صراحة قد تكون صعبة للغاية في بعض الأحيان.
في حوالي شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، أخبرني والدي أنكِ كنتِ تبحثين عن شخص ما لترجمة برنامج “نحن نحب القراءة” التدريبي ولكني لم أهتم كثيرًا في البداية. ومع مرور الوقت، أجريت بعض الأبحاث حول من أنتِ؟ وماذا تفعلين؟ وبصراحة وبكل ما للكلمة من معنى، لقد صُدِمت. عندما قرأت سيرتك الذاتية، قلت لنفسي: “أتمنى يومًا ما أن أكون شخصًا مثلها وأنجز ما لا يقل عن نصف الأشياء التي فعلتها.” لذلك قررت التطوع لسببين رئيسيين؛ الأول لأنني كنت أعرف أن الهدية التي قدمها لي العالم من خلال التحدث بالعديد من اللغات ستكون مفيدة للعالم بأكمله أخيرًا. إن استخدام مواهبي من أجل شيء جيد هو بالتأكيد أفضل شعور يمكنني أن أختبره ، والثاني لأنه يشعرني حقًا بالفخر لتقديم شيء من أجلك.
برنامج “نحن نحب القراءة”من وجهة نظري هو مشروع خاص، تم إنشاؤه بقدر كبير من الحب وأنا سعيدة جدًا أن سنحت لي الفرصة لمعرفة ماهيته. كما أنني أعلم أن من أهم الأشياء في الحياة أن تتعلم أن تحب الدراسة لأنها هي الشيء الوحيد الذي يجب ألا نتوقف عنه أبدًا. لذلك، إذا كنا لا نحب الدراسة وندرس بالجامعات والمدارس لأننا نشعر بأننا ملزمون بذلك فقط، فإنها تصبح مملة وذات فائدة قصية الأمد، وبالتالي، نبدأ في كرهها. لذلك، على عكس المبدأ الدراسي التقليدي، فإن الغرض من البرنامج هو جعل الأطفال يحبون القراءة وإيقاظ فضولهم، وليس فقط إجبارهم على ذلك لأن “القراءة جيدة”.
هذه استراتيجية تعليمية يحتاجها العالم أكثر، على الرغم من أنها ليست سهلة للغاية لأنها تتطلب المزيد من الإبداع والعمل الإضافي من مجرد إجبار الأطفال على القيام بالأشياء. أنا متأكدة من أن برنامجك سيحقق تقدمًا كبيرًا وآمل أن تستخدم جميع المدارس هذه الطريقة في التدريس يومًا ما. في الوقت الحاضر، تخبرنا المدارس كيف أن الدرجات هي أهم شيء في الحياة وأننا لا نكون أذكياء إلا عندما نحصل على درجات جيدة. لهذا السبب، أنا أمر الآن بفترة من التثبيط لجهودي؛ حيث أنني لم أحصل على درجات جيدة جدًا في المدرسة على الرغم من بذل الكثير من الجهد فيها وهذا يجعلني أشعر بأنني عديمة الفائدة.
آمل أن تقوم جميع المنظمات المماثلة لمنظمتك بتعليم الأطفال أن الدرجات ليست كل شيء وأن الرقم لن يحدد الشخص أبدًا وهذا أكثر ما أحبه في البرنامج. أحبُّ الطريقة التي يركز بها على التعلُّم الفعلي للأطفال وليس على رقم أو مدى جودة الاختبار.
الكيمياء هي مادتي المفضلة في المدرسة، لكنها في نفس الوقت كانت من أدنى درجاتي هذا الفصل الدراسي، لكن لا بأس أن تفشل في بعض الأحيان، ولا بأس أن لا تكون ممتازًا طوال الوقت. الحياة ليست خطًا قطريًا، بل لها تقلباتها. لذا، رسالتي الرئيسية للعالم في الوقت الحالي، (على الرغم من أنه من الصعب في بعض الأحيان حتى تصديق ذلك)؛ هي أن الحياة تأتي مع مليون لحظة صعبة من شأنها أن تحطّمك، ولكن في تلك اللحظات عليك فقط أن تتذكر أنه كلما كُسرت أكثر، زادت المساحات التي تخلقها ليخترقك الضوء.
حلمي هو أن أكون قادرةً يومًا ما على الجمع بين كل نقاط قوتي ومواهبي الرئيسية وهي الكيمياء، والتحدث بلغات مختلفة، وبرمجة الكمبيوتر، وجعل العالم مكانًا أفضل من خلال ذلك. على سبيل المثال، أحد أكبر أهدافي في الحياة هو أن أصبح كيميائيةً محترفة، وأمتلك شركة مستحضرات تجميل، وأوقفَ التّجارب على الحيوانات. أيضًا ، أود أن أصبح قائدة مثلك يومًا ما ولدي الشجاعة التي كانت لديك لإحداث تغيير في العالم.
ليس لديكِ فكرة عن مدى إعجابي بك. أنا ممتنةٌ جدًا لهذه الفرصة الرائعة التي منحني إياها العالم لأكون قادرةً على التحدث إليكِ. الآن لدي شخص آخر لأتطلع إليه. إذا احتجتم في أي وقت إلى مساعدتي في كل شيء، فيرجى إبلاغي بذلك، لأنه سيكون وبكل حب من دواع سروري”