عقد برنامج “نحن نحب القراءة” ندوة نقاشية بعنوان: “رحلة صناع التغيير-نحن نحب القراءة” تحت رعاية وزارة الثقافة وذلك بحضور مدير المكتبة الوطنية عطوفة نضال عياصرة وممثلة ورئيسة مكتب يونيسكو في الأردن السيدة مين جيونج كيم وذلك بتاريخ 11 مارس في المركز الثقافي الملكي – عمّــان. حيث جاءت هذه الندوة للاحتفاء بالرحلة الفريدة لسفراء نحن نحب القراءة ليصبحوا صانعي التغيير، لكل منهم مسار مختلف، بعض المسارات واضحة للآخرين وبعضها شخصي، ومع ذلك، فهي كلها رائعة ومهمة للغاية وتستحق الاحتفاء بها. كما قام الباحثون من جامعات عالمية ومحلية مختلفة بمشاركة آخر ما تم التوصل إليه من نتائج البحث التعاوني بعنوان “نظرية التغيير و قياس الأثر الإجتماعي لبرنامج نحن نحب القراءة على القيادة و التمكين و الرفاه والرضا عن الحياة و أثره كذلك على الشبكة الإجتماعية”.
حيث أظهرت النتائج أن برنامج نحن نحب القراءة القراءة خلق فرصة وبيئة لتطوير العلاقات بين سفراء القراءة والأطفال. كما و أظهرت السيدات اللواتي انضممن للبرنامج مستويات أعلى على مقياس الرضا عن الحياة و الرفاهية، كما تظهر التحليلات الأولية في نتائج المرحلة الثانية بأن العمل التطوعي جعل الشبكات الشخصية للمرأة أكثر تنوعاً.
و على صعيد آخر أصبح لدى الأطفال المشاركين في برنامج «نحن نحب القراءة» سلوكيات ودوافع أكثر إيجابية تجاه القراءة.
بدأت فعاليات الندوة النقاشية بالكلمة الترحيبيّة مع الدكتور يحيى عيشان نائب رئيس جمعية تغيير، المظلة الرسمية لبرنامج “نحن نحب القراءة”، حيث تحدث عن تطوّر برنامج “نحن نحب القراءة” الذي بدأ كفكرة لمبادرة محلية من قلب أحياء عمّان في عام 2006، تلاه تأسيس جمعية “تغيير” عام 2010 كمظلة قانونية للبرنامج، إلى اليوم نرى برنامج “نحن نحب القراءة” ينتشر في 65 دولة في العالم؛ لينطلق من مبادرة فردية قائمة على التواصل المباشر إلى برنامج عالمي.
كما أشاد بالتعاون المثمر مع اللجنة الوطنية الكورية الجنوبية لليونيسكو التي أطلقت مشروع الجسر وبالجامعات العالمية التي تعاونت مع نحن نحب القراءة لتنفيذ مجموعة من الأبحاث العلمية.
ثم حدثنا عطوفة المدير العام للمكتبة الوطنية -ممثلاً عن وزيرة الثقافة معالي هيفاء النجار التي حال دون حضورها حالة وفاة عائلية- قائلا أنه من المفرح أن نشاهد مبادرات تعنى بزرع حب القراءة لأجل الاستمتاع لدى الأطفال مثل برنامج نحن نحب القراءة ينشئ سفيرات للقراءة اكتسبن سمات قيادية بعد الانخراط فيه.”
كما ذكر مجموعة من المبادرات التي تقوم بها وزارة الثقافة لنشر ثقافة القراءة في المجتمع مثل: مكتبة الأسرة والمكتبة المتنقلة وإصدار المطبوعات الخاصة للطفل ودعم المؤلفين.
كما تحدث عن المنصات الإلكترونية التي أطلقتها وزارة الثقافة من ضمنها منصة كتبا ومنصة الحملة الوطنية لنحن نحب القراءة، وذكر مجموعة نشاطات المكتبة الوطنية لتشجيع القر اءة
مثل ماراثون القراءة السريعة للأطفال، ونادي القراءة الصيفي للأطفال وغيرها.
تلى ذلك كلمة وممثلة ورئيسة مكتب يونيسكو في الأردن السيدة مين جيونج كيم التي قالت إن مهمتنا في اليونيسكو هي المساهمة في صنع السلام عبر التعاون العالمي والترويج لنشر المعرفة
والتدفق الحر للأفكار التي تغذي الإبداع والفهم المشترك والقيم المشتركة.
كما ذكرت أن اليونيسكو تؤمن أن محو الأمية هي أداة للتمكين ولتحرير الأشخاص فهي تحسن حياة جودة الأشخاص ومشاركتهم في سوق العمل.”
ولكن على الرغم من التطور التكنولوجي والإنجازات العلمية التي وصلنا إليها هناك أكثر من 700 مليون شخص غير قادر على القراءة ثلثيهم من النساء والفتيات.
وذكرت السيدة مين أنه في عام 2017 فازت نحن نحب القراءة بجائزة الملك كي سي جونغ لمحو الأمية وعبر هذه الجائزة كانت اليونيسكو تشيد بالدور الكبير التي استطاعت أن تقوم به منهجية نحن نحب القراءة ببساطتها للترويج لمحو الأمية وتشجيع الأطفال على حب القراءة.
كما أكدت السيدة مين أن اليونيسكو تشيد بالمنهج الذي اعتمدته نحن نحب القراءة ليس فقط للقضاء على الأمية بل أيضاً لتشجيع حب القراءة من أجل الاستمتاع وتمكين النساء وبث قيم التطوع والمسؤولية المجتمعية والثقة بالنفس والتي ينتج عنها جيل متعلم مدى الحياة هي أبرز السمات التي جعلت برنامج نحن نحب القراءة متميزاً ليس فقط على مستوى محلي بل على مستوى دولي كذلك.
أما في الكلمة التي ألقتها مؤسسة نحن نحب القراءة أ.د رنا الدجاني بدأتها بالشكر والشعور بالامتنان لجميع سفراء نحن نحب القراءة لأن نجاح البرنامج هو نجاح لجميع سفراء القراءة وحيث أنهم هم القادة في هذا البرنامج ومعظم السفيرات من النساء وعبرت عن فخرها بهم لأنهم صانعي المستقبل.
كما تحدثت عن انطلاق برنامج نحن نحب القراءة والمراحل التي مر بها ليصل إلى شكله الحالي وتطور شعار نحن نحب القراءة على مر الأعوام ليعبر عن الأثر الممتد للبرنامج الذي لم يقتصر فقط على الأطفال وزرع الدافع الداخلي في الطفل ليحب القراءة والتعلم مدى الحياة بل امتد ليصل للسفراء ومن ثم للمجتمع بأكمله.
كما تحدثت على الأثر العميق والممتد للبرنامج والذي ينتقل من جيل إلى جيل وذكرت مجموعة من الأمثلة للأطفال الذين نشأوا مع نحن نحب القراءة.
وخلال كلمتها ذكرت التعاون المميز الذي عقدته نحن نحب القراءة بالتعاون مع وزارة الثقافة عبر إطلاق الحملة الوطنية لنحن نحب القراءة وذلك عبر المنصة الإلكترونية للحملة التي تتيح لجميع السفراء مشاركة رحلتهم في سفراء نحن نحب القراءة.
ومن الآثار التي ناقشتها د. رنا ازدياد شعور المواطنة واكتساب عقلية أنا استطيع لدى السفيرات والسفراء بعد نجاحهم كسفيراء نحن نحب القراءة وانطلاقهم ليصبحوا صانعي تغيير في مجتمعاتهم.
كما شددت د. الدجاني على أهمية اللجوء للبحث العلمي و استخدام أدوات التقييم لإجراء الدراسات على برنامج “نحن نحب القراءة” بهدف تطويره وتطبيقه بأفضل صورة، فقد تعاون البرنامج مع مجموعة من العلماء المختصين بالبحث وتم تكثيف الجهود وتوحيدها للعمل كفريق واحد بهدف تنفيذ الدراسات على المجتمع المحلي.
حيث أن الخلطة السحرية لنجاح برنامج نحن نحب القراءة لها ثلاثة مكونات:
أولها أنه يثق بالفرد على أنه قادر على صناعة التغيير وأن البرنامج يسعى لتكريس عقلية أنا أستطيع.
ثانياً أنه مبني على قيم عالمية مشتركة حب الأطفال حب التعليم لكنه يعزز الاختلاف ويحتفي به عبر التركيز على القراءة باللغة الأم.
وثالثا أنه يستعمل التكنولوجيا ولكن للكبار فقط أما على الأطفال فهو يركز على علاقة الطفل بالكتاب الورقي.
وخلال مناقشتها لنتائج البحث العلمي عبرت أن برنامج نحن نحب القراءة القراءة خلق فرصة وبيئة لتطوير العلاقات بين سفراء القراءة والأطفال. كما و أظهرت السيدات اللواتي انضممن للبرنامج مستويات أعلى على مقياس الرضا عن الحياة و الرفاهية، كما تظهر التحليلات الأولية في نتائج المرحلة الثانية بأن العمل التطوعي جعل الشبكات الشخصية للمرأة أكثر تنوعاً.
حيث قالت “أن التبادل الإنساني بين الأطفال وسفيرة نحن نحب القراءة وأخذها لزمام المبادرة يجعلها تنتقل لتصبح قائدة ولديها نظرة نحو نفسها أنها صانعة تغيير. “
وقامت الباحثة في جامعة ييل أ.د كاثرين بينتر بريك بتسجيل فيديو لاستعراض مجموعة من نتائج البحث تم بثه عبر منصة فيسبوك.
أما “لينة قطيشات”مديرة المشاريع البحثية في نحن نحب القراءة فقد أخذتنا في جولة تفصيلية عن عملية البحث العلمي وجمع البيانات، حيث أكدت على أن أحد أهم الركائز لبرنامج نحن نحب القراءة مشاركة نتائج البحث العلمي ليس فقط مع المجتمع المحلي بل مع المشاركين في البحث.
وقالت أنه عادة يتم التركيز على أثر قياس أثر برنامج نحن نحب القراءة على الطفل ولكن ما ميز العمل البحثي عام 2022 هو التركيز أيضاً على سفيرات نحن نحب القراءة بعد تلقيهن لتدريب نحن نحب القراءة والبدء بعقد بجلسات القراءة. حيث أن المشروع الذي دعمته اللجنة الوطنية الكورية لليونيسكو انقسم لنصفين الجزء الأول يعنى بقياس الأثر على التمكين والرضا على الحياة والرفاه والنظرة للعمل التطوعي لسفيرات نحن نحب القراءة
والجزء الثاني كان استكمال للبحث بدأ عام 2021 وهو دراسة علاقة الأم والطفل وكيف ترى الأم السلوكيات اتجاه القراءة لدى الأطفال.
كما قامت بتثمين دور العامل الميداني ومساعد الباحث، حيث يجب أن يكون من قلب المجتمع المحلي ليبقى على تواصل مع المشاركين بشكل فعال ويحقق أفضل المخرجات. تلا ذلك الجلسة النقاشية التي شاركت فيها مجموعة من سفيرات نحن نحب القراءة وقامت بتقديمها م. مروة الفواعير مديرة الاتصال والتدريب في نحن نحب القراءة التي أكدت على شعور الانتماء المشترك لدى جميع أفراد عائلة نحن نحب القراءة من سفيرات وسفراء وأفراد في فريق نحن نحب القراءة.
وخلال الجلسة عبرت سفيرة نحن نحب القراءة في جرش السيدة تمام الحياري عن سعادتها بالانتماء إلى نحن نحب القراءة حيث قالت: “إن د. رنا الدجاني لم تقل “أنا” أحب القراءة بل “نحن” نحب القراءة، إذاً هناك نظرة تشاركية، نظرة تفاعلية، حيث أن يداً واحدةً لاتصفق، نحن بحاجة أن نكون جميعا لدينا روح المسؤولية وروح المواطنة الصالحة أينما كنا في أي مكان في العالم، نعمل من أجل الإنسانية.
إذا فأنا لا أستطيع وحدي أن أفعل شيء بل لابد من مبدأ التشاركية، فبالنسبة لي في محافظة جرش أصبحت بدأت أبحث عن نقاط تعززني وتعزز هذا البرنامج الرائع، فذهبت لمديرية الثقافة في محافظة جرش للتعاون مع المدراس الحكومية والخاصة، أيضا إن بناء العلاقات مع مدراء ومديرات المدارس ومع مديرية التربية كان مهماً حيث سمحوا لنا بارتياد المدارس الحكومية والخاصة لعقد جلسات القراءة.
وفي سياق آخر للتشاركية فعندما قمت بتأليف قصتي للأطفال بعنوان شجرة القصص كنت أبحث عن من يساعدني في الرسومات، فتواصلت مع نحن نحب القراءة فتعرفت على السفير محمد القطعان وهو رسام من سفراء نحن نحب القراءة فتعاونا لإنتاج القصة.
أيضا شاركت من خلال وزارة الثقافة والحملة الوطنية لنحن نحب القراءة في معرض الكتاب التفاعلي، فكل هذا هو عمل تشاركي، وتواصلت هاتفياً مع زميلاتي سفيرات نحن نحب القراءة، والسيدة الملهمة والمخضرمة السيدة جميلة أبو ملحم سفيرة نحن نحب القراءة في محافظة جرش والمعلمة مياسة العقيلي التي تدرس الصفوف الصغيرة وكان لديها اهتمام كبير بالقراءة للأطفال ، إن هذه التشاركية هي التي عززت دورنا ونحن نؤكد دائما على أهمية العمل الجماعي الذي يساهم في استدامة واستمرارية برنامج نحن نحب القراءة”
وتابعت سفيرة نحن نحب القراءة في العقبة المهندسة هديل ياسين الحوار قائلةً: ” أنا سعيدة جداً بانتمائي لهذا البرنامج وأن أكون جزءاً من نحن نحب القراءة، ودائماً ما أقول أن الإنسان المثقف لايجب أن يكون لديه فقط مخزون فكري ومعلوماتي، بل إن الإنسان المثقف هو الذي يستطيع أن يُغيّر ويصنع التغيير من حوله.
خلال البرنامج الذي قمت بإعداده بعنوان “ملهمات” حاولنا كسر الصورة النمطية عن المرأة، من خلال اختيار عدة نماذج من سيدات من خلفيات ثقافية متنوعة حيث كان العامل المشترك بينهم هو الكتاب، حيث كنت أسعى لنشر برنامج نحن نحب القراءة.”
أما زهور الدغيمات سفيرة نحن نحب القراءة في الكرك وصاحبة مبادرة “قارئ اليوم قائد الغد” فوجهت رسالة لسفراءة القراءة قائلة: أود أن أنقل رسالتي لكل امرأة وليس فقط النساء بل الرجال أيضا، لاتضع الظروف حجة مهما حصل.
إن من أبرز التحديات التي واجهتني بالنسبة للقراءة، كوني مميزة ولدي مرض يصيب طفل من بين كل 1000 طفل حيث شكل هذا المرض عائقاً في حياتي لكن حبي للقراءة ساعدني في التغلب عليه، حيث كنت خلال فترة وجودي في المستشفى أقوم بالقراءة وعندما تزوجت وأنجبت نقلت هذه الخبرة لأطفالي.”
كما تحدثت عن تعاونها مع المكتبات العامة ورؤساء البلديات والمدارس لإطلاق مبادرتها كما قامت بإطلاق مبادرة أخرى تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة لإشراكهم في القراءة.
أما عن تكامل الأدوار المهنية مع المسؤولية الاجتماعية فقالت د. نورة عودة سفيرة نحن نحب القراءة في عمان: “أنا أعمل كطبيبة أسنان وأقوم بعقد جلسات القراءة في العيادة من مدة طويلة، إن رحلة المريض مع طبيب تقويم الأسنان تستمر لفترة طويلة لذا استعمل القراءة للتخفيف من خوف الأطفال من العيادة حيث أقوم بإعطائهم الكتاب وأسئلهم عن اقتباساتهم المفضلة وشخصياتهم المحببة في الكتاب في الزيارة التالية”.