أسماء هي لاجئة في مخيم الزعتري، تزوجت في عمر السادس عشر ولم تستطع أن تكمل تعليمها، وخلال الأزمة السورية انتقلت إلى الأردن مع طفليها وزوجها، تعرضت للإجهاض وكانت تمر بحالة نفسية صعبة، وفي عام 2014 تعرفت على برنامج نحن نحب القراءة واستطاعت حضور التدريب وبدأت بالقراءة للأطفال في حيها مما ساعدها على استعادة طاقتها وبناء قدرتها على المقاومة والصمود، فالقراءة بصوت عالٍ أعطتها حسًا بالمسؤولية والقدرة على القيام بالأشياء بمفردها.
وفي عام 2015 تحلت بالثقة الكافية لبدء كتابة قصصها الخاصة، وقُدم لها عرض للكتابة الدائمة في مجلة مخيم الزعتري الشهرية، كما عرضت عليها منظمة حفظ الأطفال في عام 2016 لتصبح معلمة، وعلى الرغم من أن العرض كان غير متوقعًا لأسماء، إلا أن البرنامج أخبرها أن قدرتها على العناية بالأطفال وإشراكهم في القراءة والتعلم الممتع تؤهلها لهذه المهمة مما عزز ثقتها في نفسها أكثر وشعرت بالإلهام لفعل المزيد والتغلب على مخاوفها وبدء التفكير في تحفيز الآخرين، ففي عام 2017 بدأت بتدريب الفتيات المراهقات على القراءة بصوت عالٍ ليستطيعوا القراءة للأطفال في أحيائهم أيضًا.
واليوم مع انتشار جائحة كورونا في أنحاء العالم ظلت أسماء في الحجر الصحي المفروض لحماية اللاجئين من انتشار الفيروس، فلم يتم تسجيل أي حالة إصابة في المخيم بسبب الاستجابة المبكرة للحكومة والإجراءات الذكية لاحتواء القطاع الصحي في المنطقة، لذلك استطاعت أسماء بمساعدة الفتيات اللاتي دربتهن مواصلة القراءة للأطفال الموجودين في الجوار داخل عربات خاصة لهم، فقد تمكننّ من إبقاء الأطفال منشغلين بالقراءة على الرغم من إغلاق المدارس لأن المعلمين كانوا يأتون من خارج المخيم قبل الجائحة.
ارتفعت روح المبادرة لدى أسماء وشعورها بالمسؤولية تجاه مجتمعها، واتخذت خطوة جديدة في ريادة الأعمال الاجتماعية، كما بدأت حملة لجمع الأموال لدعم مبادرات كوفيد-19، فقد بدأت أسماء سفيرة تقرأ للأطفال في حيها لتصبح رائدة أعمال اجتماعية في مجتمعها.