منذ ثلاث سنوات، بدأت عدالة حسين ابو مدين العمل كسفيرة لبرنامج نحن نحب القراءة في غزة، حيث قامت بعمل جلسات قراءة خاصة للأطفال ذوي متلازمة داون، بهدف تنمية المهارات التفاعلية لديهم وتعزيز المهارات الادراكية، مستخدمة وسائل بصرية واسلوب تفاعلي لتبسيط المفاهيم والمعلومات.
خلال احداث الحرب الأخيرة، واثناء العدوان على قطاع لم تستطع عدالة استكمال القراءة للأطفال، حاولت غفران أبو ديه من فريق نحن نحب القراءة الاتصال بعدالة للاطمئنان عليها ولكنها لم تستطع الوصول اليها بسبب ظروف الحرب.
اليوم، وبعد عودة الهدوء لقطاع غزه، تلقينا رسالة من عدالة وتاليا نص الرسالة:
“أستاذتي الفاضلة غفران وفريقي العزيز شكرا لكم على اهتمامكم نشكر الله الذي سخر لنا الحماية والأمان في ظروف عديمة الأمان ولكن الله على كل شي قدير. كانت ايام صعبة وفي وسط توتر شديد حيث اضطررت مغادرة المنزل لوجود مناطق مجاورة مستهدفة وتم استهدافها الأيام الماضية بالقرب من المنزل ولكن نحمد الله ظروفنا أفضل بكثير من ظروف البعض. فهناك من فقد بيته وعمله وعزيز عليه وهناك من فقد عضو من جسده وهناك من فقد حياته وأحلامه وذكرياته.
فأنا فقدت جزء كبير مني وهو المكان الذي اعتبره بيتي الثاني والذي يحوي انشغالي وهواياتي واصدقائي – “الكتب” وهي المكتبة التي كنت اشتري منها الكتب التي تثقفني وتسعدني وتلهمني فهي المكتبة الوحيدة التي استطاعت أن توفر كل ما احتاجه من الكتب التي استمتع في قرأتها والتي تليق بفكري الثقافي والأدبي وهي مكتبة ” سمير منصور ” التي كان الجميع يتجه إليها في وقت فراغه لشراء ما يلزمه من الكتب.
سأبذل جهدي للمساهمة في دعم المكتبة لتعويض ما خسرته بسبب هذا العدوان الذي يحاول دائما أن يستهدف الاماكن التي نتعلم ونتثقف بها وسأستمر في قراءة الكتب وكتابة القصص ولا شيء سيمنعني أن أكمل حلمي وأتابع شغفي
تحياتي،
عدالة.”
ونحن بدورنا نوجه رسالة لسفيرتنا عدالة بإنه عندما يُحرم الناس من حقوقهم الأساسية والمعترف بها دوليًا، يتم قصفهم وقتلهم بسبب الاحتجاج والتعبير عن حرية التعبير، والمطالبة باستعادة أراضيهم، هذه جرائم ضد الإنسانية، يجب أن نقف بحزم ضد الظلم في أي مكان لا استثناءات.