يجلس عشرات الأطفال السوريين، في غرفة ضيقة داخل مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، ليستمعوا إلى قصص ترويها لهم لاجئة سورية، اختارت أن تساعد هؤلاء الأطفال، بطريقتها الخاصة.
داخل أكبر مخيم للاجئين في الأردن، يستمع الأطفال بشغف إلى الراوية “أسماء الراشد” وهي تقص عليهم قصصاً شعبية، يضحكون على دعابتها ويجيبون عن أسئلتها، وهي تحاول مساعدتهم في التغلُّب على مرارة اللجوء وقسوة الحرمان.
تبلغ أسماء من العمر 28 عاماً، وهي أم لـ 4 أطفال، غادرت مسقط رأسها في مدينة درعا السورية قبل عشر سنوات، بسبب الأحداث هناك.
إذ هربت أسماء، بشكل غير قانوني إلى الأردن سيرًا على الأقدام ومعها طفلان، أحدهما بالكاد يبلغ من العمر 20 يوماً وقتها، حتى وصلت إلى المخيم.
وفي المخيم، أصيبت بالاكتئاب وعانت الإجهاض، فقرَّرت أن تساعد أطفال المخيم نفسياً ومعنوياً حتى لا يتعرضون للمعاناة التي واجهتها.
تقول أسماء لـ”رويترز”، إن “ما واجهته كانت دعوة للاستيقاظ”، مضيفة أن تجربة الإجهاض جعلتها تفقد الأمل في الحياة.
لذلك بدأت أسماء الكتابة عن نفسها كطريقة للعلاج، قبل أن تطوِّر نشاطها إلى إنتاج “قصص مصورة” للأطفال في المخيم، ترويها لهم داخل غرفتها المتواضعة.
وقالت أسماء: “نحن دائمًا غير راضين، ونشتكي من الحرب، وكوننا لاجئين، ولا يوجد ماء، ولا كهرباء، لذلك فكرت لماذا لا أفصح عن هذه المشكلات، وأحوِّلها إلى قصص تقترح حلاً في الوقت نفسه، حتى لا يتأثَّر الأطفال بتلك المشكلات”.
وأضافت: “بهذه الطريقة سيرى الأطفال أسماءهم في القصص، ويرون أن هناك حلولاً للتحديات التي يواجهونها، فلا مشكلة من دون حل، وفي الوقت نفسه، سيستمتع الأطفال بالرسوم التوضيحية الملونة”.
ويُعَـدُّ السرد الشفوي، تقليداً سورياً فلكلورياً، يركِّز عادة على الأدب التاريخي والقصص الشعبية، ويتم التعبير عنها بالسرد القصصي.
ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هرب أكثر من 6.6 مليون سوري من بلادهم منذ عام 2011، لتصبح أزمتهم أكبر أزمة للاجئين في العالم.