في البداية، كان هدف ريتا من قراءة القصص للأطفال هو إيصال المعلومة فقط، لكنها واجهت تحديًا حقيقيًا: كيف يمكن جذب انتباه الأطفال وسط صالةٍ مليئة بالألعاب؟
ريتا الخطاطبة، من محافظة عجلون، انضمّت هذا العام إلى تدريب “نحن نحب القراءة” عبر الإنترنت، بعد أن نصحتها صديقتها، وهي إحدى سفيرات البرنامج، بالمشاركة.
تعمل ريتا في مركز ألعاب للأطفال يُعنى بالأنشطة الترفيهية والتربوية والتعليمية. درست تربية الطفل، وتسعى دائمًا إلى ابتكار أنشطة تنمّي قدرات الأطفال العقلية وتُفرّغ طاقاتهم في أنشطة مفيدة وهادفة.
من هنا، اكتشفت ريتا سرّ برنامج “نحن نحب القراءة“: جعل القراءة تجربة ممتعة وليست نشاطًا رتيبًا أو مملًا. ومن خلال كتب البرنامج، أنشأت مكتبة صغيرة داخل مركز الألعاب، وبدأت تشارك الأطفال قراءة القصص بأسلوب مشوّق، تضيف فيه الحماس والتفاعل، وتجعل الطفل يشارك بطريقة غير مباشرة، سواء عبر تمثيل الشخصيات أو التفاعل معها باستخدام الدمى.

تحكي ريتا عن إحدى التجارب المؤثرة: “قرأت قصة (طباخة الكلمات)، وبعد أيام جاءتني طفلة تأثرت بها كثيرًا. كتبت قصة جديدة مستوحاة من القصة الأصلية، ورسمت شخصياتها، وطبّقت ما تعلمته من القصة في الواقع، من خلال تعليم الأطفال كيفية “طبخ” كلمات جميلة وطيبة.”
وتضيف ريتا أن البرنامج طوّر مهاراتها اللغوية وعزّز قدرتها على رواية القصص بثقة واحتراف، كما زاد من ثقتها بنفسها، وأصبحت تطرح الأفكار والاقتراحات وتنفّذها بمبادرة شخصية، وتشاركها مع الآخرين.
بالنسبة لريتا، فإن منهجية “نحن نحب القراءة” تستحق أن تُطبّق في كل المجالات، فهي تؤمن أن القراءة ليست ترفًا، بل ضرورة من ضرورات الحياة: “هي أمر رباني، غذاء للروح، ووسيلة للوصول لخيال الطفل وتعزيز ثقته بنفسه.”
وتحثّ الأهالي على القراءة لأطفالهم ولو سطرًا واحدًا يوميًا، لأن أثرها في العقل الباطن للطفل لا يفنى، فينعكس على سلوكه، ويفتح له آفاق الخيال، ويغذّي روحه، وهو ما تدعو إليه منهجية البرنامج.
وتشاركنا ريتا أن وجود مكتبة “نحن نحب القراءة” داخل صالة الألعاب فكرة جديدة وفريدة، لفتت انتباه الجميع، حتى أن كثيرين بدأوا باستعارة القصص لقراءتها في المنزل، مما ساعد على انتشار المكتبة أكثر فأكثر، وجعل أثر البرنامج لا يقتصر على أي مكان.
وتختم ريتا قائلة “كل قصة تُفتح هي نافذة على خيالٍ واسع، ومغامرة تنتظر من يجرؤ على الحلم. ومن خلال كل صفحة، تتعلم أن الحياة أجمل عندما نعيشها مع الكتب، وأن كل طفل يجد في القصة صديقًا وصوتًا داخليًا يرافقه إلى ما لا نهاية.”


