انطلاقًا من إيمانه العميق بقوة القراءة في إحداث التغيير داخل المجتمعات، نجح محمد، مؤسس منظمة “Young Leaders Academy” غير الربحية في جنوب أفريقيا، في تطبيق نموذج برنامج نحن نحب القراءة لمواجهة التحديات التعليمية التي تعاني منها المجتمعات في مجال محو الأمية المبكرة.
حيث تواجه جنوب أفريقيا أرقامًا مقلقة في مجال القراءة، إذ تفتقر غالبية المدارس الحكومية إلى المكتبات، فيما يعجز عدد كبير من الأطفال عن القراءة بفهم مع نهاية المرحلة الابتدائية من دراستهم. ومن خلال بحثه العميق في نموذج نحن نحب القراءة وجد محمد الحل لتلك التحديات.

قام بتنفيذ فلسفة ومنهجية البرنامج، واعتمد مبادئها الأساسية، وفي مقدمتها: القراءة من أجل المتعة، وملكية المجتمع للبرنامج، والاعتماد على متطوعين من داخل المجتمع، والقراءة بلغة الطفل الأم. وبعد إتمامه تدريب القراءة بصوت عال المتوفر بأكثر من عشر لغات عبر الإنترنت، بدأ بتطبيق النموذج بشكل مستقل في جنوب أفريقيا، مع تكييفه بما يتناسب مع الواقع المحلي، والحفاظ الكامل على قيم البرنامج وأهدافه.
وخلال فترة قصيرة، درّب محمد 55 سفيرًا للقراءة في ثلاث مناطق مختلفة، قاموا بأكثر من 23 جلسة قراءة بصوت عال، وصلت إلى 238 طفلًا. كما جرى توزيع أكثر من1100 كتاب، و من خلال بحثه المعمق وجد الأثر المستدام من خلال تدريب سفراء وسفيرات وجعلهم يقومون بتدريب اخرين لنشر البرنامج على أوسع نطاق، وهد أحد نظريات التغيير التي وجدها محمد في فلسفة البرنامج التي تقوم عليه.
وقد اعجب بما يركّز عليه النموذج ببناء مجتمعات قارئة بشكل مستدام، لا على تدخلات مؤقتة. وقد أقام محمد شراكات مع منظمات محلية، وجهات دينية، ومراكز الطفولة المبكرة، لضمان أن يكون السفراء جزءًا أصيلًا من مجتمعاتهم، بما يعزز استمرارية الأثر على المدى الطويل.
وتتطابق أهداف محمد مع رؤية البرنامج في إحداث أثر متسلسل، حيث يلهم قارئ واحد عشرات الأطفال، الذين ينمون بدورهم ليصبحوا متعلمين وفاعلين في مجتمعاتهم. ومع خطة واضحة لتوسيع المشروع ليشمل 100 سفير والوصول إلى 1000 طفل، تمثل تجربة جنوب أفريقيا مثالًا حيًا على قدرة نحن نحب القراءة على الانتقال عبر الحدود، مع الحفاظ على الجوهر الثقافي و الطبيعة المجتمعية.
تؤكد هذه المبادرة المتنامية البعد العالمي لرؤية البرنامج التي استطاع محمد تطبيقها بالشكل الأمثل، والتي تنطلق من قناعة راسخة بأن لكل طفل، في أي مكان في العالم، الحق في متعة القراءة، وفرصة حقيقية ليقع في حب القراءة.


